" أسوار الصين الجديدة " تزيلُ أثقال العمل !

تسلّق الجدران الداخلية على «الموضة» في الصين، البلد الأكثر سكاناً في العالم. ففي مدنه الكبرى مثل العاصمة بكين، يتسلّقون لتعزيز اللياقة والترويح عن النفس واختبار المقدرة ومن باب العلاج النفسي وتحسين الأداء الوظيفي، باعتبار أن التسلّق يساعد على تجاوز ضغوط العمل، كما يؤكّد كثر.

لقد باتت مرافق هذه الرياضة – الهواية استثمارات مجزية تلقى تشجيع السلطات، خصوصاً أن مسابقة التسلّق دخلت البرنامج الأولمبي بدءاً من دورة طوكيو عام 2020.

وبعدما كان ارتياد الأماكن والصالات المجهزة بجدران تسلّق يشكّل نزهة عادية، أضحى الأمر يتطلّب حجزاً مسبقاً نظراً إلى شدة الإقبال. فمثلاً، الأماكن في صالة أولى في بكين محجُوزة لأسابيع. أحد روادها مهندس المعلوماتية شي ليو زانغ يعبّر عن سعادته لتمكنه من بلوغ ارتفاع 12 متراً، وينشر صوره عبر مواقع التواصل الاجتماعي، «لأتشارك مع أصدقائي هذا النجاح».

قبل أيام، أعلنت وزارة الرياضة الصينية السعي ليبلغ عدد مزاولي التسلّق داخل الصالات مليون شخص عام 2020، أي مع حلول موعد دورة طوكيو الأولمبية. كما تُنظّم حملات دعم لكي كزين زانغ، بطل العالم 4 مرات في التسلّق السريع، أملاً بأن يحرز ميدالية أولمبية، وهو متخصص في «المسابقة المرّكبة» التي تتطلّب سرعة ومهارة في ارتقاء منعرجات حلزونية.

في المقابل، ترصد السائحة البريطانية جينيفر مرافق التسلّق ضمن القاعات في العالم، حيث تجول لمزاولة هوايتها من أثينا إلى أنقرة وموسكو وأولان باتور. وتبدو مسرورة لما تعاينه من إقبال متنوّع في بكين. وهي التقت في العاصمة الصينية بيو جي ووي، رائد هذه الرياضة الذي تخلّى عن عمله كمهندس، وافتتح صالة سماها «روك اور» في مصنع قديم في غوماوو، على مسافة خطوات من حي الأعمال.

ويهدف ووي (34 سنة) إلى جذب أصحاب الياقات البيضاء، أي رجال الأعمال والمديرين التنفيذيين الذين يودون التسلّق والترويح بعد يوم عمل شاق. فالمدينة التي تضم أكبر عدد من اصحاب البلايين توفّر الفرصة لإعداد بدني ملائم ومسلٍ، فتُكتسب اللياقة والقوام الرشيق المصقول من دون تكبّد جهد تمارين بناء العضلات. ويوضح ووي أنه أنطلق في مشروعه مستوحياً النشاط اليومي الذي يؤديه صديقه القادم من الولايات المتحدة بعدما أنهى دراسته هناك، وحيث كان يتسلّق جدراناً منصوبة في الحرم الجامعي، ونصب مثلها في جوار منزله.

وفي البلد الثاني اقتصادياً في العالم، بات التسلّق في الصالات يعني قيم الصعود، النجاح الفردي والإدارة الذاتية، كما تفيد ون لي زاو مديرة الموارد البشرية في وكالة إعلانات، والتي تنظّم دورات تسلّق شهرية لموظفيها، لأنها «تساعد على تخطي الضغوط، ففي الأعلى لا يمكن الا الاتكال على الذات وحسم الأمور بمفردك».

ويسجّل اصطحاب أسر لأولادها الى الصالات المنتشرة، ووفق ما تقول هاو زاو التي تراقب ابنتها جيسي وهي تتسلّق جداراً بعدما «دهنت» أصابعها وساعديها بمرهم مرطّب: «كنا محكومين في صغرنا بمزاولة الجمباز أو كرة الطاولة. اختلف الأمر وتعددت الخيارات».

 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. طقس الأربعاء.. أمـطار على هذه الولايات

  2. هذه أبرز مخرجات اجتماع الحكومة

  3. الكاف تعلن رسميا خسارة إتحاد العاصمة على البساط أمام نهضة بركان

  4. التوقيع على مشروع ضخم بقيمة 3.5 مليار دولار بين وزارة الفلاحة وشركة بلدنا القطرية لإنجاز مشروع متكامل لإنتاج الحليب

  5. قسنطينة.. تدشين مصنع لقطع غيار السيارات ووحدة لإنتاج البطاريات

  6. دخول شحنة جديدة من  اللحوم الحمراء المستوردة

  7. في حادث مرور أليم.. وفاة 3 أشخاص بسكيكدة

  8. مدرب باريس: إن تحدث مبابي.. سأخرج وأكشف كل شيء

  9. الفريق أول شنقريحة يشرف على تنفيذ تمرين تكتيكي بالرمايات الحقيقية بالناحية العسكرية الثالثة

  10. الجزائر ضمن طليعة البلدان الـ 5 في إفريقيا السائرة في طريق النمو الإقتصادي