البلاد - بهاء الدين.م - عاشت ولايات الجهة الشرقية للبلاد اليوم إنزالا شعبيا منقطع النظير، حيث سجل حضور الملايين عبر جميع الولايات دون استثناء، وصدحت حناجر المحتجين من رجال، نساء شيوخ وحتى أطفال بصوت واحد “لا للتمديد”، و«لا لحكم غير دستوري”، وهي المظاهرات التي اتسمت بالسلمية، مع تسجيل توقيفات متقطعة لبعض المتظاهرين الذين سرعان ما تم إطلاق سراحهم.
وشهد وسط مدينة قسنطينة، بعد صلاة الجمعة ، توافدا غير مسبوق للمتظاهرين دعما لمسيرة الجمعة الرابعة، للمطالبة برحيل النظام الحاكم بالجزائر، حيث ضمت المسيرة ما لا يقل عن 100 ألف مشارك، من كل الفئات العمرية من شباب وشيوخ وأطفال، مع حضور ملفت وكثيف للعائلات والعنصر النسوي، حيث ساهمت الآلاف من النسوة في المسيرات دعما لسلمية الحراك الشعبي الذي لا يزال متواصلا ولن يتوقف سوى برحيل بوتفليقة والنظام الحاكم، حسبما عبّرت عنه الشعارات واللافتات التي رددها الشعب.
كما جاب المتظاهرون أهم الشوارع الرئيسية بقلب المدينة إلى غاية ساعات متأخرة من النهار، وسط تعزيزات أمنية مشددة ضمانا لسير المظاهرات في ظروف حسنة. وعرفت مسيرة عنابة خروج الآلاف من المواطنين المطالبين بتغيير جذري للنظام، حيث انطلقت وفي صدارتها المئات من النساء من أمام مقر ديوان الولاية، لتسير عبر الشارع الرئيسي المؤدي إلى ساحة الثورة، ورددت حناجر النسوة بمختلف الأعمار، شعارات تصب في مجملها ضد بقاء الرئيس بوتفليقة في الحكم.
وفي أم البواقي خرج، مساء اليوم ،عقب صلاة الجمعة مباشرة آلاف المواطنين نساء رجالا وشيوخا كهولا وشبابا شابات، من مختلف بلديات الولاية خاصة الكبرى منها على غرار عاصمة الولاية وبلديتي عين مليلة وعين البيضاء عقب صلاة الجمعة في مسيرة حاشدة للمطالبة بالتغيير مرددين العشرات من الشعارات وكانت أهمها “سكان أم البواقي يطالبون برحيل جميع المسؤولين”، “لا نريد تغيير الواجهة. . نريد تغيير النظام”. وانطلقت مسيرة عاصمة الولاية من أمام مقر البلدية بوسط المدينة وجابت مختلف الأحياء الرئيسية إلى غاية الوصول إلى الساحة المحاذية لمقر الضمان الاجتماعي.
أما ولاية ڤالمة، فعرفت ظهر الجمعة، خروج عشرات آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية في مسيرة هادرة رافعين شعارات منددة بخرق الدستور. المتظاهرون قدموا من كل أحياء المدينة وبعض البلديات مباشرة عقب انتهاء صلاة الجمعة، ليلتحق الجميع بشارع سويداني بوجمعة وسط المدينة، لتنطلق المسيرة نحومقر الولاية مرورا بتمثال هواري بومدين، مرددين عبارات سلمية سلمية “لا للعهدة غير الدستورية”.
بعد الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، نهار اليوم ،، انطلقت مسيرات حاشدة فاقت ولثاني مرة 30 ألف مشارك، من جميع شوارع مدينة تبسة باتجاه الساحة العمومية بسينما المغرب، حيث كانت الفئات المشاركة من كل الشرائح العمرية.
وفي سطيف، كانت الاحتجاجات المنددة بالتمديد، اليوم الجمعة، مغايرة لسابقاتها هذه المرة، سواء من حيث الأعداد التي تضاعفت بعد أن عرفت مشاركة عشرات الآلاف في مركز الولاية، حيث كان التجمع أمام مقر الولاية والآلاف على مستوى الدوائر الكبرى التابعة لولاية سطيف والمئات في البلديات الصغرى، ومن جانب اللهجة طالبت الجماهير هذه المرة بتغييرات جذرية للنظام، مطالبين الشرطة بالالتحاق بالمظاهرات مرددين شعار “نحي الكسكيطة وأرواح معانا”.
وفي خنشلة انضم سكان وتلاميذ الثانويات في بلديات بوحمامة وتاوزيانت وقايس وششار وعين الطويلة وأولاد رشاش بخنشلة، أمس، بالآلاف إلى الحراك الجماهيري الواسع عبر الوطن، في سياق المطالب الشعبية الداعية إلى التغيير الشامل والجذري للنظام، حيث خرج الآلاف منهم في مسيرات سلمية محكمة التنظيم جابت الشوارع والطرق المحورية في هذه المناطق، قبل أن يستقروا وسط الساحات العمومية الرئيسية وحول مقرات البلديات، رافعين لافتات تحمل شعارات رافضة أي شكل من أشكال المناورة والالتفاف حول المطالب الشعبية الأساسية.
وعاشت مدينة ميلة يوما تاريخيا لم يشهد له مثيل منذ الاستقلال، زلزال بشري حل بشوارع المدينة صنعته حناجر أكثر من 30 ألف مواطنة ومواطن، خرجوا كما لم يسبق لهم أن خرجوا وشعارهم واحد “ارحلوا”، “نعم لجزائر جديدة، جزائر الكفاءات”. وفي الطارف، حشود بشرية من مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية نزلت إلى الشوارع بمدينة الطارف، قادمة من مختلف البلديات بما فيها الحدودية المعزولة، وتجاوز عدد المتظاهرين في أكبر مسيرة سلمية عرفتها المنطقة تجاوز تعدادها 10 آلاف شخص، وتعددت الشعارات والهتافات المناهضة للتمديد وإدانة النظام برمته بالفساد الذي خرب الاقتصاد وجوع الشعب.
