برّر وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى اختيار طابع التيندي الصحراوي بعينه لإطلاق الأذان التجريبي الأول بمئذنة جامع الجزائر منتصف شهر ديسمبر الماضي ، بأنه الشريط الوحيد الذي كان متوفرا لدى الفريق التقني المكلّف بالعملية ، لكن ما لم يمرّ مرور الكرام على متابعي التصريحات الأخيرة للوزير لوسائل الإعلام بخصوص آخر التحضيرات لتدشين هذا الصرح الديني الكبير ، هو قوله إن صوت المؤذن الذي سمعه جيران الجامع الأعظم على مدى 6 كيلومترات ، يشبه كثيرا صوت الصحابي الجليل بلال بن رباح.
محمد عيسى حاول الظهور بصورة الوزير الحريص على سير كلّ صغيرة وكبيرة فيما يخصّ المشروع الذي يحظى برعاية خاصة من جانب رئيس الجمهورية ، لكنه بالغ في إبراز اطلاعه الحسن وعنايته الخاصة بكل ما يتعلق بالجامع الأعظم ، إلى درجة الادعاء بأنه على دراية بأي صوت هو الأكثر شبها بصوت أول مؤذن في الإسلام قبل ما يزيد عن 14 قرنا من الزمن .
تصريحات عيسى استقبلت بكمّ لا يستهان به من السخرية والانتقاد للمنطق الذي يستخدمه الوزير في الحديث عن مشروع بحجم جامع الجزائر ، حيث كان العذر الوحيد الذي التمس له في تغريدة ساخرة مفبركة تم تداولها على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي هو أن بلال الذي كان يقصده في تصريحاته ، هو الشاب بلال مغني الراي ، باعتبار أن صوته هو الأكثر شهرة من بين من يحمل هذا الاسم في الجزائر .
