ملف السكنات الريفية تحت مجهر الحكومة

تلاعبات كبيرة من قبل المستفيدين ومصالح إدارية

السكن الريفي
السكن الريفي

متابعــة المستفيديين قضائيا واسترجاع قيمة الشطر الأول من الإعـانــة المالية

البلاد - ص.لمين - أمرت وزارة السكن والعمران، ولاة الجمهورية، بمتابعة المستفيدين من السكنات الريفية قضائيا والذين لم يثبت بناءهم للسكنات في مقابل حصولهم على الإعانات المالية المخصصة لهذا المشروع. وتشير مصادر 
«البلاد” إلى تلقي ولاة الجمهورية لمراسلة رسمية من قبل الوزارة المذكورة تحثهم على تشريح ملف السكنات الريفية والعمل على استرجاع المبالغ المالية المرصودة والتي استحوذ عليها المئات من المستفيدين من السكنات، وحثت المراسلة على الاتصال بالمستفيدين والذين تحصلوا على الشطر الأول من الإعانة المالية المخصصة وحثهم على التقدم والحصول على باقي الإعانات أو متابعتهم قضائيا واسترجاع أموال إعانة الشطر الأول.

هذا وكشفت تحقيقات ولاة جمهورية في وقت سابق عن أن هناك مستفيدين لم يتموا بناء سكناتهم بعد تسديد الفاتورة الأولى، بل إن هناك مدة 5 سنوات كاملة تفصل بين الفاتورة الأولى والثانية والثالثة، ليبقى التساؤل مطروحا حول عدم تقدم المستفيد لاستكمال البناء وصرف فواتيره المتبقية بعد حصوله على أموال الشطر الأول، وهو ما صنفته الوزارة في خانة التلاعب بالمال العام الموجه إلى مشروع السكنات الريفية. مع العلم أن قيمة الإعانة المالية في حدود 70 مليون سنتيم لكل مسكن وهناك مستفيدين تحصلوا على الإعانة الأولى والتي تصل إلى 25 مليون سنتيم ومنهم من تحصل على إعانتين بقيمة مالية وصلت إلى حدود 52 مليون سنتيم، ليتركوا الإعانة الثانية والثالثة وهو ما يؤكد عدم استكمال بناء هذه السكنات وربما توجيه المبالغ المالية إلى وجهة أخرى.

وكان ولاة جمهورية قد شرعوا قبل حوالي عام من الآن في عملية كبيرة لإحصاء السكنات الريفية وإعادة تشريح هذا الملف من كل الجوانب، خاصة وأن هذا المشروع استهلك الملايير من أموال الدعم من خزينة الدولة، إلا أن المشروع تحول إلى فضيحة في العديد من الولايات، الأمر الذي جعل الحكومة تأمر الولاة بالعمل على إحصاء السكنات الريفية الشاغرة ومدها بقوائم المستفيدين من هذا المشروع.

وأكدت مصادر “البلاد”، أن ولاة الجمهورية بدورهم أمروا رؤساء الدوائر بإحصاء هذه السكنات ورؤساء الدوائر بدورهم طالبوا المصالح الإدارية بالبلديات والمكلفة بإدارة هذا الملف، بإعداد تقارير مفصلة عن كل الحصص الموزعة، ووقفت لجان تحقيق على أن هناك المئات من السكنات تركها أصحابها على حالها من دون استغلالها وأكثر من ذلك هناك سكنات ريفية لا تزال مجرد جدران بعد أن استفاد أصحابها من الإعانة الأولى أو من الإعانة الأولى والثانية وتركوا الإعانة الثانية والثالثة.

مع العلم أن هناك معلومات متداولة حتى عن وجود مستفيدين تقاضوا قيمة الإعانة المالية كاملة والمحددة بـ 70 مليون سنتيم، إلا أنه لا وجود للسكن الريفي من الأساس، حيث تم التحايل على لجان المراقبة من خلال توجيههم إلى سكنات ريفية منجزة والادعاء أنها تخصهم، وذلك بغية الحصول على التقرير النهائي لنهاية الخدمة وبالتالي تحصيل الإعانة كاملة في ظل تورط مصالح إدارية على مستوى الدوائر ممثلة في مدراء فروع السكن بالدوائر، والذين قاموا بتمرير فواتير المستفيدين وتخصيلها على مستوى فروع صناديق السكن من دون التأكد من وضعيات الأشغال وهل فعلا السكنات الريفية تخص المعنيين. 

وتؤكد مصادر “البلاد” أن مصالح السكن بالولايات كانت بدورها قد أعذرت المئات من المستفيدين من صيغة السكن الريفي من أي تلاعب بالملف، خاصة من حيث عدم تطابق الأرضية مع مخطط المشروع. وأشارت المصادر، إلى أن اللجان السكن المحلية وقفت على أن العشرات من الحالات لم تنطلق في أشغال بناء السكنات الريفية إلى حد الآن وهو الأمر الذي جعل هذه اللجان تعمل على تعليق قائمة المستفيدين المتأخرين وتنذرهم بسحب الاستفادة في حالة عدم الانطلاق.

كما أكدت لجان السكن أن صب  الشطر الأول من الإعانة والمقدرة بحوالي 52 مليون سنتيم يأتي بعد التأكد من تطابق المخطط مع الأرضية وهي الإختلالات المسجلة في عديد الحصص الموزعة في السنوات الأخيرة، حيث تؤكد المصادر أن هناك سكنات ريفية تم بناؤها خارج مخطط الأرض المقدم في ملف الاستفادة.

ورغم هذا التجاوز المسجل، إلا أنه تم صب الإعانات المالية المخصصة بشكل عادي وبالتالي استفادة المعنيين من قيمة الإعانة المالية، الأمر الذي جعل مصالح لجنة السكن في عديد البلديات تؤكد هذه المرة على أن يكون التطابق موجودا بين الأرضية وبين مخطط المشروع وإلا سيتم الحرمان من صب الإعانات المالية، ليأتي تهديد وزارة السكن ومتابعة المتلاعبين بالملف قضائيا واسترجاع الأموال المخصصة للمشروع.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  5. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  6. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  9. "الفيفا" تثني على تألق بن زية

  10. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان