البلاد - ص.لمين - تتعرض منطقة حجر الملح المتواجد ببلدية عين المعبد بولاية الجلفة، إلى إستزاف كبير، حيث تعمد العديد من الأطراف إلى نزع الملح عن طريق آليات ثقيلة من أجل بيعه في الأسواق، على الرغم من أن المنطقة المذكورة تعتبر منطقة أثرية ومحمية بقوة القانون، إلا أن غياب الهيئات والمصالح المختصة أدى إلى توسع دائرة الأطماع والإستغلال العشوائي لموارد حجر الملح.
وأكد بعض المواطنين في حديثهم لـ "البلاد"، أنهم يتفاجأون بعتاد كبير عبارة عن رافعات وشاحنات يبدأ نشاطها مع كل مساء من خلال نزع أحجار الملح بشكل كبير وحملها على الشاحنات، الأمر الذي يؤكد درجة الاستنزاف التي تعرفها الجبال الملحية والتي تصنف بكونها ثالث جبال من نوعها على المستوى العالمي وتعتبر قبلة لعشرات المواطنين للاستمتاع بمناظرها، إلا أن أيادي التخريب امتدت لها الأمر الذي أضحى يهدد هذا المعلم. وحسب العديد من المواطنين، فقد تم فتح منافذ وطرقات وسط المنطقة من أجل مواصلة استنزاف هذه الثروة غير المستغلة بالشكل المطلوب إلى حد الآن.
في سياق متصل تتعرض غابات سن الباء والحواص وطريق المجبارة للإبادة ممنهجة للأشجار من خلال قطعها وحملها ليلا من قبل تجار الحطب، وهو الوضع الذي أضحى يهدد هذه الثروة في وجودها أيضا، وتؤكد عديد المعاينات الميدانية أن المحيطات الغابية على مستوى الولاية أضحت منتهكة وتتعرض إلى التخريب. والغريب أن الأشجار تتعرض لقطع مُمنهج من قبل شبكات تسعى إلى المتاجرة بها، حيث يتم أولا إعدام هذه الأشجار بمبيدات خاصة لتذبل بعد أيام ومن ثم يتم قطعها وزبرها. واستفحلت عملية القطع مؤخرا بعد أن لمست هذه الأطراف عدم تدخل هيئات الرقابة وعدم متابعة هذه الوضعية، مما جعلها تتمادى في القضاء على المحيط الغابي لهذه المناطق.
ودعا العديد من مرتادي هذه الفضاءات الغابية إلى ضرورة تفعيل عمليات الرقابة من قبل مسؤولي محافظة الغابات من أجل المحافظة على هذه الثروة التي أضحت مستهدفة في وجودها وهو ما جعل العديد من الجمعيات المهتمة ترفع مطلبا عاجلا بضرورة التدخل لحماية هذه الثروة الغابية من هذا الاستغلال الجائر، مع العلم أن هذه الفضاءات تعتبر قبلة للمواطنين من اجل التنزه، إلا أنها مؤخرا أضحت مهددة بفعل هذه الممارسات.
