أويحيى ليس رجل توافق ونرفض أن يكون رئيسا
البلاد - عبد الله نادور - أكد عبد الرزاق مقري، رئيس حركة مجتمع السلم، أن الظروف والأوضاع التي آلت إليها البلاد، تؤكد ضرورة الذهاب نحو توافق وطني، من خلال تأجيل الرئاسيات القادمة لمدة سنة، مشيرا إلى أن ”الحركة ترفض الحديث عن مساندة شخص أو التمديد لشخص”، ولكن تصل إلى التوافق والحوار ضمن رؤية سياسة واقتصادية واضحة. فيما أبدى المتحدث تخوفه من ”طموحات أشخاص لخلافة بوتفليقة” بــ«انتخابات صورية”. واعتبر مقري، أن أحمد أويحيى ”ليس شخصية توافقية”.
جدّد عبد الرزاق مقري، تأكيده على ضرورة تبني الطبقة السياسية، معارضة وموالاة، للحوار والتوافق والإجماع من أجل الخروج من الوضعية الحالية التي تمر بها البلاد. وقال مقري لدى حلوله أمس الأحد، ضيفا على حصة ”بلا قيود” التي تبث عبر قناة ”البلاد”: ”تأكد لدينا من خلال لقاءات السلطة والمعارضة أن فكرة التوافق مقبولة، وأن الإشكال الحاصل في الآليات والتوقيت”.
واعتبر المتحدث، أن الذهاب إلى الرئاسيات في 2019 ”ليس سهلا” و«يشكل خطرا”، مضيفا ”الحوار الذي أجريناه مع الجميع أظهر إمكانية تأجيل التوافق بإصلاحات سياسة عميقة، مؤكدا أن الحركة ترفض الحديث عن التمديد الذي يعني العهدة الخامسة، قائلا ”نحن نتحدث عن مصطلح سياسي هو التأجيل من أجل تحقيق رؤية”. مضيفا ”الحديث عن التأجيل وفق مشروع وليس مساندة شخص أو التمديد لشخص”.
وفيما يتعلق بسؤال المشاركة في الحكومة، رفض مقري هذا المبدأ، مؤكدا في السياق ذاته ”لا يزال سبب معارضتنا الدخول في حكومة سلال الأخيرة قائما”، موضحا ”لسنا معنيين بحكومة ليس لها رؤية سياسية واقتصادية ولا تهتم بالتوافق”، معتبرا أنه في المرحلة الحالية ”بدأت الرسائل الإيجابية تظهر”، داعيا إلى ”وجوب استغلالها لنصل للحوار الإيجابي، ثم الانتقال للفعل والإجراء الإيجابي”.
وجدد مقري التأكيد على أن شخصه ومعه حركة مجتمع السلم ”قادرون على المنافسة والنجاح”، غير أن الأولوية الراهنة تتمثل ـ حسبه ـ في ”إنجاح التوافق الوطني”. وفي السياق ذاته، أبدى مقري تخوفه ممن وصفهم بــ ”الطامحين لخلافة الرئيس بانتخابات صورية”، مضيفا ”نرفض سطوهم على السلطة بذهنية أحادية ولا توافقية”، مبررا ذلك بالقول ”لأنهم سيغرقون البلد ويدخلون الجزائريين في صراع”، وأضاف ”وندعوهم للتوافق”.
وفي سؤال عن ما إذا كان يتخوف من الوزير الأول الحالي، أحمد أويحيى، قال مقري ”ليس لنا مشكل شخصي مع أويحيى”، ليضيف ”إذا أعطى انطباعا أنه شخص توافقي يستطيع تسيير الحكومة”. وعلق مقري على آداء أويحيى قائلا ”ولكن أداءه لم ينجح في تحقيق التنمية”. وذهب مقري بعيدا في ذلك، لما استذكر سنة 1997 قائلا ”لما كنا في الائتلاف الحكومي قدّمنا اقتراحات عادية مع الأفلان، وكان يمكن لأويحيى تعديل الحكومة.. لكنه رفض تغيير فاصلة”، ما جعل مقري يصف أويحيى بأنه ”ليس شخصية توافقية”.
وجدّد مقري إمكانية فوزه شخصيا وحركة مجتمع السلم على أويحيى وعلى الأرندي، في انتخابات حرة ونزيهة، قائلا ”يمكننا منافسة أويحيى والفوز على حزبه”. واستدرك مقري الموقف من أويحيى قائلا ”لو يطور أداءه ونفسيته ويصبح شخصية توافقية عندئذ ستكون له حظوظ في الآفاق المستقبلية”.
وبخصوص السيناريوهات المستقبلية، أكد مقري أن الرأي الغالب لدى قيادات مناضلي الحركة هو مقاطعة الرئاسيات القادمة إذا تأكدت العهدة الخامسة، أما الحديث عن التمديد دون إصلاحات ودون توافق ”فهذا أسوء في نظرنا من العهدة الخامسة”، وإن ”جهة ما فرضت نفسها فالأمر حينها سيتطلب نقاشا” يضيف، وذلك مع المعارضة ”لتقف في مواجهة الوضع بمرشح واحد”.
وفيما يتعلق بالشأن الداخلي للحركة وبأبو جرة سلطاني تحديدا، الرئيس الأسبق للحركة، والرئيس الحالي للمنتدى العالمي للوسطية، فقد أبدى مقري توجسه من تحركات سلطاني قائلا ” هذا التنظيم إذا دخل في اشتباك وشوش أو أربك الصف الداخلي للحركة أو حاول استغلال هياكل الحركة سنرفض الأمر، وهنا سنتخذ الإجراءات”، في تهديد واضح لأبو جرة بعدم الاقتراب من الحركة وهياكلها.
من جهة أخرى، أكد مقري وجود زيارة مرتقبة، خلال الشهر الجاري، من قبل حزب العدالة المغربي ”في إطار برتوكول تعاون”، موضحا ”الزيارة ليس لها أي علاقة بالمبادرة التي طرحها الملك المغربي”، فيما لم يبد مقري حرجا من الدفع بالعلاقات الثنائية بين الجزائر والمغرب، مشددا في السياق ذاته على أن قضية الصحراء الغربية تتعلق بــ«مسألة تقرير مصير”.
