البلاد - بهاء الدين.م - تمكنت الأجهزة الأمنية والعسكرية من توقيف أكثر من 5 آلاف مهاجر افريقي دخلوا الجزائر بطريقة غير شرعية خلال النصف الأول من شهر أكتوبر الجاري فيما أفلحت قوات الجيش في التصدي لأكثر من 6 قوافل تضم مئات المهاجرين على الحدود الجنوبية بفضل ترسانة الإجراءات الأمنية المشددة.
وأفلحت الجهات المختصة في حجز أكثر من قنطار من المخدرات وعملات أجنبية مزورة خلال عمليات التفتيش الروتنية التي خضع لها هؤلاء النازحين. وأعلنت قوات الجيش وحرس الحدود والدرك الوطني والشرطة والجمارك حالة استنفار قصوى لمواجهة محاولات الدخول إلى الجزائر بطريقة غير شرعية في ظل تنامي نشاط شبكات ”تسفير” الأفارقة عبر قوافل برية من عدة بلدان خاصة مالي والنيجر وحتى ليبيا وفقا لما أفاد به مصدر عسكري لـ"البلاد”.
ونشرت قيادة الجيش، حسب مصدر عليم، وحدات عسكرية في المناطق القريبة من المعابر الحدودية لمنع أي حالة تسلل وأقام الجيش 20 موقع مراقبة متقدمة إضافيا لتشديد الرقابة على الحدود الجنوبية والتصدي لموجات الهجرة. ويصل هؤلاء المهاجرون إلى الجزائر في حالة إرهاق نفسي وجسدي كامل. وحسب المصدر ”يتم التكفل بالحالات الإنسانية في المراكز الحدودية، وتتم إعادة الباقين من حيث أتوا”. وأكد المصدر أن ”الجزائر لا يمكنها أن يفتح أبوابه للجميع، كما لا تتحمل المسؤولية عما يتعرض له المهاجرون غير الشرعيين في الصحراء.
الحكومة اتخذت إجراءات مهمة لضمان أمن الحدود، لا سيما الحدود الجنوبية التي تشهد ارتفاعاً مضطرداً لظاهرة الهجرة غير الشرعية، ومواجهة المشاكل المتعددة تتطلب تعبئة لجميع الإمكانيات”. وطورت الأجهزة الأمنية إمكانات كبيرة في مجال التعرف على جوازات السفر المزورة، كما شرعت المديرية العامة للأمن الوطني والدرك الوطني في تنصيب مراكز جهوية متخصصة في مكافحة شبكات الهجرة غير الشرعية منذ عدة سنوات.
وكشف مصدر أمني رفيع أن الجزائر حققت الكثير من التقدم في مجال مكافحة الهجرة غير الشرعية، بسبب المخاوف الأمنية التي تمثلها هذه الظاهرة.وتواجه الجزائر أنواعا جديدة من الهجرة غير الشرعية، حيث تم تفكيك شبكة مهاجرين سريين من النيجر كانت تستعمل جوازات سفر مزورة. كما ضبطت مصالح الأمن عددا من المهاجرين السريين من بلدان إفريقية بعيدة عن الجزائر مثل الكونغو والغابون.
وحسب مصادرنا فإن كل الاحتمالات واردة فيما يتعلق باحتمال تسلل عناصر إجرامية خطيرة مثل عناصر من تنظيم القاعدة يُحتمل تسللها إلى الجزائر ضمن جماعات المهاجرين السريين. وأكد مصدر أمني أن الجيش قرر منع الوصول إلى المسالك الصحراوية والممرات الموجودة في الحدود الجنوبية الشرقية في أكثر من 170 موقع تقريبا إلا بإذن أمني مسبق، كما نقل عدد إضافي من الآليات الثقيلة القتالية، وتأتي الإجراءات الأخيرة لتضييق الخناق أكثر على شبكات المهاجرين الأفارقة والمهربين والجماعات الإرهابية، في المسالك الصحراوية، وسيؤدي التنفيذ الصارم لتعليمات قيادة الجيش الجديدة، بحسب مصدرنا، إلى تأمين صارم للحدود، ومن المقرر أن تعمد القوات البرية والجوية لتنفيذ دوريات دائمة لمراقبة أهم المنافذ والمسالك لتنفيذ القرار الأخير. وتستعين القوات البرية ووحدات الدرك الوطني في الجنوب، بمعدات حديثة دخلت الخدمة مؤخرا تسمح بالرؤية الجيدة ليلا وكشف السيارات المموهة والأشخاص المختبئين في الصحراء.
