توجيهات عشوائية تثير سخط الطلبة الجدد

 الوزارة تؤكد أن الإجراء قانوني لقلة المقاعد البيداغوجية

البلاد - ليلى.ك - تلقت مصالح الوزير حجار عشرات الشكاوى من الطلبة الجدد الناجحين في امتحان شهادة البكالوريا لدورة 2018 انتقدوا فيها التوجيهات الجامعية، وهذا بعد أن اصطدموا بـتسجيلهم في مؤسسات جامعية خارج تراب ولاياتهم الأصلية بل تبعد بمئات الكيلومترات عن مقر سكناتهم. مقابل ذلك أكدت الوزارة انه من غير الممكن توجيه جميع الطلبة للدراسة في ولاياتهم وأن توجيه بعضهم الى خارج ولاياتهم جاء بسبب الضغط على بعض المؤسسات الجامعية. 

وصف العديد من حاملي البكالوريا الجدد نتائج التوجيهات التي أعلنت عنها مصالح حجار”بالعشوائية” وأبدى هؤلاء تذمرهم وسخطهم الشديد ازاء عملية التوجيه العشوائي معلنين  رفضهم الدراسة في مؤسسات جامعية خارج ولاياتهم الأصلية، خاصة أن التخصصات التي اختارها هؤلاء متواجدة في ولاياتهم وفي ولايات قريبة من ولاياتهم.

وأوضح الطلبة الجدد أن وزارة التعليم العالي لم تراع بعد المسافة في عملية توجيهم، حيث اعتمدت الوصاية على تسجيل بعض طلبة الطب مثلا لولاية المدية وعين الدفلى بولاية وهران عوض ولايتي العاصمة مثلا أو البليدة  بالرغم من كون هاتين الولايتين قريبتين الى المدية وعين الدفلى مقارنة بولاية وهران.

وهو الشأن لطلبة الحقوق للعاصمة الذين تم توجيههم الى تيبازة وتخصصات أخرى بولاية بومرداس. وكذا الطلبة الذين تم توجيههم الى المدارس العليا حيث تم توجيه هؤلاء الى ولايات بعيدة عن مقر سكناتهم وهو ما ولد استياء كبيرا لدى هؤلاء وأوليائهم

وناشد المحتجون المسؤول الأول على القطاع الطاهر حجار من أجل التدخل وإعطاء التعليمات اللازمة لمصالحه وبشكل مستعجل لإعادة تحويلهم الى الجامعات الأقرب اليهم خاصة بالنسبة للفتيات لتفادي حرمانهن من اتمام الدراسة بالجامعة، خاصة أن العديد من الأولياء يرفضون السماح لبناتهم بالدراسة خارج ولايات سكنهم.

من جهته وجه النائب مصطفى ناصري عن التجمع الوطني الديمقراطي مراسلة الى الوزير حجار يطالبه فيه بالتدخل لحل الإشكال الذي يواجه الطلبة الجدد الناجحين في شهادة البكالوريا 2018 من ولاية عين الدفلى المقبولين لدراسة الطب والصيدلة وجراحة الأسنان الذين تم توجيهمم الى كلية الطب بجامعة وهران التي تبعد عن مقرات سكناتهم بما يقارب 400 كلم بدل توجيههم الى كلية الطب بجامعة البليدة المجاورة لعين الدفلى.

  وأشار النائب من خلال المراسلة إلى أن ما يقارب مائة عائلة من عائلات هؤلاء الطلبة يعربون عن أملهم في تدخل الوزير لإنصافهم من إجحاف نظام التسجيل الالكتروني الذي وجه ابناؤهم الى جامعة وهران بدل جامعة البليدة التي تبعد عن مقر سكنتاتهم بمسافة 100 كلم فقط مثلما حدث العام الماضي.  

وعن احتجاجات الطلبة الذين تم توجيههم الى ولايات غير ولاياتهم كشف مصدر مسؤول من وزارة التعليم العالي أنه من غير الممكن توجيه جميع الطلبة للدراسة في ولاياتهم وأكد أن دليل الطلبة الجدد يتضمن بندا يخص إمكانية لجوء الوصاية الى تغيير الدوائر الجغرافية إذا اقتضى الأمر وهو ما قامت به مصالح الوزير حجار حيث تم توجيه بعض الطلبة الى خارج ولاياتهم بسبب الضغط على بعض المؤسسات الجامعية.

وأشار في هذا السياق الى وجود ضغط كبير مثلا على كليات الطب بوسط وشرق البلاد عكس كليات الغرب وهو ما دفع بالوزارة الى توجيه بعض طلبة الطب إلى الولايات المجاورة للعاصمة على غرار عين الدفلى والمدية الى ولاية وهران.

وأكد المسؤول أن مصالح الوزارة وجهت الطلبة الجدد بشكل عقلاني وحسب قدرات الاستقبال لكل مؤسسة جامعية مؤكدا أنه سيتم التكفل بإيواء الطلبة الذين حولوا إلى غير ولاياتهم وشدد على أن الوزارة سخرت كل الإمكانيات إما على المستوى البيداغوجي أو على مستوى قدرات وهياكل الاستقبال، لضمان نجاح الدخول الجامعي الجديد.

واضاف أن ”ترتيب كل حاملي شهادة البكالوريا حسب النتيجة المحصل عليها في شهادة البكالوريا والشعبة الممتحن فيها وكذا الطاقة الاستيعابية للجامعة أو المعهد.