البلاد - بهاء الدين.م - حذرت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا ”أفريكوم” من مخطط لاعتداءات إرهابية في الجزائر يدبر لها تنظيم ”داعش” كرد فعل انتقامي حول موجة استسلام إرهابيين تم تجنيدهم حديثا في صفوف كتائب التنظيم الإرهابي الدولي. وأفادت ”أفريكوم” أن ”التنظيم في ليبيا أصبح يشكل خطرا حقيقيا على دول شمال إفريقيا، خاصة الجزائر التي تمكنت من شل قدراته في أعقاب تنامي لافت لموجة استسلام عناصر إرهابية كانت تنشط في صفوفه سواء في ليبيا أو في محاور أخرى بالشريط الحدودي مع النيجر ومالي”.
وسلمت القيادة العسكرية الأمريكية بإفريقيا، الجزائر، 11 مذكرة أمنية منذ بداية السنة الجارية تضمنت تقييما حول القدرات الفعلية لتنظيم ”الدولة الاسلامية” المتغلغل في ليبيا وعدد الجماعات المتشددة التي تحول ولاءها إلى تنظيم ”داعش” في بلدان المغرب العربي وكشفت المذكرات التي صاغها قادة عسكريون عن ”الآليات الجديدة التي تبناها التنظيم في تجنيد الإرهابيين وتدريبهم في معسكرات سرية وأساليب تنفيذ الهجمات ضد القوات النظامية”.
وأفاد قائد ”أفريكوم” أن عدد الجماعات الإرهابية التي تحول ولاؤها إلى تنظيم ”داعش” في ازدياد. وأشار إلى أن هذا التحول يشمل جماعات من إفريقيا إلى جنوب آسيا، تعلن الولاء للتنظيم المتشدد، الذي نشأ في العراق وسوريا. وكشف قائد ”أفريكوم”، الجنرال توماس والدوسر، أن الهيئة الأمنية التي يقودها راسلت وزارات دفاع البلدان المعنية بهذه التهديدات من خلال 11 مذكرة أمنية تواتر إرسالها منذ بداية السنة الجارية.
وحذر رئيس أفريكوم من أن ذلك قد يؤدي إلى مخاطر أكبر لخلط الصراعات، بما يتجاوز بلدي منشأ ”داعش” للوصول إلى موارد لشن هجمات أكثر تعقيدا في بلدان أخرى مثل الجزائر وتونس والمغرب. وأضاف والدوسر بأن جماعة ”داعش” في ليبيا أصبحت تشكل خطراً حقيقياً على دول شمال إفريقيا، مضيفاً بأن كلا من الجزائر وتونس والمغرب أصبحت تشكل الخط الأمامي للدفاع ومواجهة تنامي نفوذ هذه الجماعة الإرهابية في ليبيا، خاصة بعد النزيف الذي طال صفوفها باستسلام عشرات الإرهابيين في ظرف وجيز للسلطات العسكرية الجزائرية.
وتعتبر الولايات المتحدة الامريكية، الجزائر، واحدة من البلدان الأساسية في شمال إفريقيا لمكافحة الإرهاب في المنطقة الإفريقية، حيث تتاخم حدودها الجنوبية للبلاد منطقة الساحل التي انتعشت فيها انشطة ”داعش” وجماعات متطرفة موالية لها أو تحمل عقيدتها.
وعبر الجنرال الأمريكي عن أسفه من قدرة ”داعش” على بسط سيطرتها على مناطق أخرى في ليبيا وتجنيد المقاتلين لصالحها، ما أصبح يضع منطقة شمال إفريقيا أمام تحد أمني حقيقي، مضيفا أن عدم توصل الفرقاء السياسيين الليبيين إلى حل سياسي توافقي، يساهم في تعاظم قوة ”داعش” في ليبيا. وكشف قائد قوات ”أفريكوم” أن بلده تشتغل مع دول شمال إفريقيا من أجل تكوين قوات تكون قادرة على مواجهة ”داعش” التي ”استطاعت أن تتجاوز العراق وسوريا وتصل إلى ليبيا”، مستطردا بأن الهدف الأساسي من التعاون مع دول شمال إفريقيا هو الحد من قوة ”داعش” ومنع تدفق المقاتلين إلى ليبيا، وضمان تأمين الدول القريبة من ليبيا من أي تهديدات إرهابية.
ونفى الجنرال الأميركي أن تكون قوات ”أفريكوم” تتدخل في شؤون الدول الإفريقية، ”وإنما هدفنا هو تكوين العسكريين وأن يتم حل المشاكل الإفريقية من طرف الإفريقيين دون تدخل منا”.
