تراث مادي شاهد على عبقرية البشر في الهندسة المعمارية

قصور نڤرين بتبسة:

قصور نقرين في تبسة
قصور نقرين في تبسة

تعكس قصور منطقة نڤرين التاريخية والأثرية في بوابة الصحراء على بعد 150 كلم جنوب تبسة فن البناء التقليدي الصحراوي وأيضا المهارة المحلية في مجال الهندسة المعمارية. فهذه البنايات القديمة (قصور نڤرين) التي تشهد على تعاقب عديد الحضارات على هذه المنطقة من فترة ما قبل التاريخ مرورا بالحضارة الرومانية إلى غاية الفتح الإسلامي تتميز بتصميم هندسي عمراني فريد يذكر بماضي المنطقة.

وأمام وضعية هذه القصور التي أصبحت عبارة عن أنقاض في معظمها بفعل حالة التدهور التي آلت إليها، أطلق شباب من تبسة مبادرة تعتبر تحديا لإعادة تأهيل هذه المواقع لاستعادة جزء من تاريخ مدينتهم بالتنسيق مع مصالح البلدية على أمل جعلها وجهة سياحية صحراوية بامتياز.

 

قصور نڤرين تترجم عزم الإنسان التغلب على الظروف البيئية القاسية

 

 يعجب الزائر لقصور نڤرين من جمال هذه المساكن الضاربة في عمق التاريخ، والتي تبقى ساحرة على الرغم من أن الإهمال والتلف الذي طالها. ويعكس حوالي 150 منزلا، مبنيا على شكل قصور صغيرة صفراء اللون، تحيط بها أشجار النخيل والأشجار المثمرة، تصميم الإنسان على بناء مساكن في بيئة صحراوية جافة، دافئة شتاء وباردة صيفا، باستعمال مواد بسيطة منها الطين والحجارة وجذوع الأشجار والنخيل. ويتوسط هذه البنايات مسجد قديم معروف ويشتهر بديكوره المتميز وطرازه المعماري الإسلامي العربي الأصيل، يرمز إلى العلاقة الوثيقة بين سكان هذه المنطقة والدين الإسلامي، إلى جانب مجموعة من المحلات التي لا تزال تشهد على الماضي القديم لمنطقة نڤرين.

 

تجربة مميزة لإعادة الحياة للقصور المهجورة

 

ومن أجل الحفاظ على هذا الموروث الثقافي والتاريخي المادي الأصيل لتيفيست القديمية، بادرت مجموعة من شباب نڤرين المثقفين إلى تأسيس الجمعية البلدية لإحياء السياحة والتراث والمحافظة على البيئة والآثار، دأبت على تنظيم "التويزة" والتي هي عبارة عن حملات تطوعية يقومون بها كل يوم سبت لترميم القصور باستخدام نفس المواد الأولية التي بنيت منها. وأكد رئيسها السيد لخضر حامي في تصريح له أن فكرة إنشاء هذه الجمعية يعبر عن "إرادة شباب المنطقة لتعزيز التراث المادي لنڤرين وتشجيع السياحة في هذه المنطقة الصحراوية".

وأضاف بأن "عددا كبيرا من الشباب قد انخرطوا في هذه الفكرة وكل واحد يحاول المساهمة بما كسبه من معرفة ودراية في مجال إعادة الترميم. وقد أصبح وضع القصور حديث الساعة بالمنطقة ما قد يشجع السكان على العودة لشغل المنازل المهجورة. كما يرغب أعضاء الجمعية وبالتنسيق مع السكان في إعادة تأهيل المسجد القديم بالمنطقة.

وأوضح حامي أن "المسجد ظل مغلقا منذ أزيد من 20 عاما حيث اقترح شباب ترميمه وأن الكثير من السكان رحبوا بهذه الفكرة ووعدوا بتقديم المساعدة"، مشيرا إلى أن "المشروع الصغير الذي بدأ بمنزل صغير بدأ يأخذ شكلا وأن الفكرة مرحب بها ما يجعل الأمل كبيرا في بلوغ الهدف".

وبرأي رئيس المجلس الشعبي لبلدية نڤرين، رمضان جموعي، فإن هذه العملية التطوعية ترمي إلى إعادة بعث مكان ثري بتاريخه. وأوضح في هذا السياق "أن بلدية نڤرين تضمن للمشاركين في هذه العملية التطوعية وسائل النقل والماء لكي يقوموا بمهمتهم على أحسن وجه"، مشيرا إلى أن هذا الموقع غير المصنف قد هاجره من كانوا يقطنون به لأسباب عديدة. وأكد رئيس الجمعية المحلية لترقية السياحة وحماية البيئة كذلك على أهمية هذه العملية في ترقية المنطقة. واعتبر حامي أن "منطقة نڤرين متحفا في الهواء الطلق وأن ترميم قصورها لإعادتها إلى شكلها الأصلي وبنفس مواد البناء يمكن من بعث ديناميكية بهذه المنطقة وجعلها من بين المناطق الأكثر استقطابا للسياح سواء من داخل الوطن أو من الخارج".

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  5. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  10. رغم فوائده.. 7 أمراض قد تمنعك من تناول التمر في رمضان