اعتادت مختلف مناطق ولاية البويرة، خلال الأسبوع الأخير من شهر شعبان من كل سنة، تنظيم تظاهرة "الوزيعة" أو كما تعرف " بثمشرط"، وهي العادة التي ارتبطت بشهر رمضان الكريم، حيث يتم توزيع اللحم على كل العائلات.
وتعدّ عادة "لوزيعة" من بين العادات القديمة المتوارثة بمنطقة القبائل، وهي عملية تضامنية تلقى اهتماما من قبل الجميع، حيث يتم إحياؤها في العديد من المناسبات والأعياد، كرأس السنة الأمازيغية، المولد النبوي الشريف، نهاية مسوم جني الزيتون، وكذا قبيل حلول شهر رمضان الكريم ، مثلما هو الشأن لبلدية تاغزوت، الواقعة على بعد حوالي 15 كلم عن مقر عاصمة الولاية، والتي قام سكانها باقتناء عدد من العجول ونحرها وتوزيع لحومها على كل العائلات عبر إقليم البلدية وحتى خارجها، وسط أجواء تضامنية مميزة، وهي المبادرة الطيبة التي دأبت على تنظيمها أغلب بلديات الولاية.
وتعرف "لوزيعة" في منطقة القبائل "بثمشرط"، وتعد من الظواهر الاجتماعية المستحبة التي ترسخت في المجتمع القبائلي، وبقيت كممارسة اجتماعية تضامنية رغم التطورات السوسيولوجية الحاصلة، فهي تعدّ ميزة تضامنية ضربت بجذورها في عمق المجتمع واستطاعت أن تصمد لمئات من السنين كظاهرة اجتماعية إيجابية لم تزعزعها العصرنة ولا العولمة السائدة وسط المجتمعات الأخرى، وتتمثل هذه العادة الحميدة في اشتراك أبناء منطقة معينة أوقرية صغيرة أو مايسمى في بعض مناطق ولاية البويرة " بثاجماعة" بشراء بقرة أو عجل أو أكثر حسب عدد عائلات المنطقة المعنية وذبحها، ويطلق على "الوزيعة" أيضا اسم "السهمة" نسبة لتقسيم اللحم إلى أسهم متساوية وتوزيعها على كل السكان دون استثناء، وتنظم هذه العملية عدة مرات كل سنة.
