يبدو أن الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الاقليم صلاح الدين دحمون، قد فوّت على الجزائر فرصة إعلان تأسيس منظمة الشرطة العربية، على غرار منظمة الشرطة الافريقية "أفريبول" التي تأسست في وقت سابق بمبادرة من الجزائر و تترأسها حاليا الجزائر.
وبحكم رئاسته لأشغال الاجتماع التحضيري للدورة الـ 35 لمجلس وزراء الداخلية العرب الذي انعقد قبل أيام بالجزائر العاصمة، لم يثر صلاح الدين دحمون هذه المسألة التي كانت مطروحة بالفعل و تم التحضير لها من أجل عرضها على وزراء الداخلية العرب للمناقشة و البت فيها بمناسبة انعقاد هذه الدورة بحسب ما علمه "البلاد.نت" من مصادر مطلعة.
وبحسب ذات المصادر فإنّ التحضير لهذه المبادرة امتد لسنوات عدة، حيث كانت الجزائر تراهن عليها من أجل تجنيد كل الطاقات بين أجهزة الشرطة العربية، وإرساء التعاون الفعال فيما بينها لمكافحة كل أشكال الإجرام وخاصة الإرهاب. كما أن تأسيس مثل هذه المنظمة بالجزائر له رمزية كبيرة. بالإضافة إلى كون الإعلان عن تأسيس هذه المنظمة من الجزائر كان سيعطي حظوظ كبيرة للجزائر من أجل رئاستها، لتكون بذلك الدولة المرجعية في مجال الأمن خصوصا مع رئاستها أيضا لمنظمة الشرطة الافريقية التي يتواجد كذلك مقرها بالجزائر العاصمة.
كما كان من شأن إعلان تأسيس هذه المنظمة، ورئاسة الجزائر لها، دعم العلاقات الجزائرية العربية في مختلف المجالات.
وكانت الجزائر قد بادرت لاستضافة أشغال الدورة 35 لمجلس وزراء الداخلية العرب واجتماعها التحضيري خلال الفترة الممتدة من 05 إلى 08 مارس, بعد اعتذار جمهورية لبنان عن تنظيم فعاليات الدورة بترابها، في اخر لحظة.
وجاء احتضان الجزائر للدورة, تلبية لنداء الواجب العربي الرامي إلى مواصلة مسيرة التعاون الأمني المشترك بحسب ما ذكرته في وقت سابق وزارة الداخلية.
وكانت الجزائر دوما سباقة للمشاركة في جميع دورات مجلس وزراء الداخلية العرب على تعاقبهم منذ نشأته سنة 1982.
كما سبق لها وأن احتضنت أشغال الدورة (32) للمجلس المنعقدة خلال الفترة الممتدة من 11 إلى 12 مارس 2015 و الدورة (17) للمجلس خلال الفترة الممتدة من 29 إلى31 جانفي 2000.
و مجلس وزراء الداخلية العرب يشكل أحد أهم هيئات جامعة الدول العربية، ويهدف لترقية التعاون بين الدول العربية في مجال الأمن ومجابهة الجريمة، عن طريق وضع برامج مشتركة وإنشاء هياكل وهيئات تكلف بتطبيق هذه البرامج.
