الشيخ علي عية: خطبة الجمعة تخضع لتقدير الإمام ونابعة من محيطه
أصدرت مديرية التوجيه الديني والتعليم القرآني بوزارة الشؤون الدينية، دليلا وطنيا لخطب الجمعة، يتناول 52 موضوعا بعدد أسابيع السنة، ويُمكّن الدليل الوطني الأئمة الخطباء من انتقاء الموضوع الديني الذي يريدون تناوله أثناء خطبة الجمعة، حيث يجدوا في الدليل شواهد من الكتاب والسنة. أكد إمام المسجد الكبير، الشيخ علي عية، صعوبة تقييد الخطباء بأي دليل في العصر الحالي.
وقال في اتصال مع “البلاد”، إن خطبة الجمعة تحديدا تخضع لتقدير الإمام الخطيب بحسب ما يتلقاه من مشاكل نابعة من محيطه، سواء كان في الحي أو القرية التي يوجد فيها، وغالبا ما تستدعي هذه القضايا توضيح موقف الشرع منها وتبيان الأحكام الواردة بشأنها، كما أفاد بأنه لم يطلع بعد على محتوى هذا الدليل، ورغم ذلك فهو يري أن خطبة الجمعة بصفة عامة، لا يمكن سحبها من أي كتاب أو من “الإنترنت” بل من الواقع المعيش للمواطن، حتى نضمن تفاعل المصلين معها وتأثير الموعظة على نفوسهم.
وفضّل المتحدث ترك خيار توحيد الخطبة عبر مساجد الوطن أو المنطقة الواحدة إلى الظروف التي تتطلب اتخاذ موقف موحد، وأحسن مثال يضرب على هذا ما حدث اليوم، عندما جاءت خطبة الجمعة متضمنة لنفس القضية، وهي القدس في ظل التطورات السياسية الأخيرة والتصريحات الخطيرة للرئيس الأمريكي، وعليه فإن الإمام لابد له أن يعالج قضايا الأمة في خطاباته، حتى لا تأتي الخطبة متناقضة مع ما يعيشه الناس حوله أو بعيدة عن انشغالاتهم.
من جهته، ركز جمال غول، رئيس المجلس الوطني للأئمة، على مسألة الطابع غير الإلزامي للدليل الوطني لخطب الجمعة، موضحا في تصريح لـ«البلاد” أن هذا الدليل وضع حسب اعتقاده تحت تصرف الأئمة الجدد يرجعون إليه في بعض الحالات الاستثنائية أو أحداث طارئة تحول دون قيامهم بتحضير خطبة مسايرة لمتطلبات الوضع الراهن. وبدا المتحدث غير معترض على هذه الوثيقة، طالما لم تجعل من الخطيب شخصا إتكاليا، لأنها ستتحول بذلك إلى عائق حقيقي أمام البحث والاجتهاد المطلوبين عادة في خطبة الجمعة.
وبحسب اطلاعه على مضمون دليل خطبة الجمعة الذي أصدرته وزارة الشؤون الدينية، أشار الإمام غول إلى أن الدليل عبارة عن نماذج لمواضيع تثار في خطبة الجمعة صالحة لكل زمان ومكان، وتم إعداد هذا الدليل بمبادرة من الوصاية وليس بطلب من الأئمة، ولتوضيح الأمور تابع قائلا، فإن الإمام غير مقيد بما جاء في الدليل “ ونحن لا ننصح بالاعتماد عليه”، ومن باب أولى أن يركز الإمام في خطبته على إعطاء حلول للمشاكل المعروضة عليه حتى لا يمل المصلي من الخطبة ويصرف اهتمامه لأشياء أخرى أثناء إلقاء الإمام لخطبته.
