يعيش الجزائريون هذه الأيام، أوضاعا صعبة فرضتها عليهم الظروف المعيشية الحالية، وذلك تزامنا مع انتهاء العطلة الصيفية وما نجم عنها من مصاريف وحلول عيد الأضحى والدخول المدرسي في توقيت واحد، حيث أثقلت هذه الثلاثية ميزانية العائلة الجزائرية، بينما تخلت العديد من العائلات عن قضاء العطلة أو كبش العيد من أجل تأمين دخول مدرسي لأبنائهم.
العطلة وارتفاع الأسعار يخلط حسابات الجزائريين ويضعهم في مأزق..
اختلط على الجزائريين الخيارات بين ثلاثية العطلة وكبش العيد والدخول المدرسي، ومازاد من “تيهان” المواطنين ما حصل من ارتفاع في الأسعار الذي شهدته مختلف الأسواق الجزائرية، في الفترة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بارتفاع سعر الدجاج والخضر والفواكه، وحتى الملابس إلى خلط حسابات الجزائريين خاصة ذوي الدخل المحدود، الذين وجدوا أنفسهم عاجزين عن تغطية مستلزمات الحياة اليومية، حيث يفكر جلهم في كيفية تخطي المرحلة المقبلة بأقل استدانة ممكنة، بالإضافة إلى تكاليف العطلة الصيفية التي دفعت بأغلب الأسر متوسطة الدخل إلى دفع مدخراتها السنوية، من أجل قضاء بعض الراحة والاستجمام، لتجد نفسها تدفع نقودها لمافيا الشواطئ، بعد أن ضُربت تعليمة مجانية الشواطئ عرض الحائط.
عائلات تلجأ للاستدانة
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والدخول المدرسي لا يجد بعض أرباب الأسر مفرا من الاستدانة من أجل تخطي هذه المرحلة، فيقول عمار، وهو موظف بسيط صارحنا أن راتبه لا يتعدى 26 ألف دينار جزائري “لم يمض شهر رمضان دون استدانة، فقد استدنت مبلغا معينا من أجل شراء ملابس عيد الفطر لأبنائي الخمسة، واليوم أيضا أفكر في هذا الحل خاصة مع اقتراب عيد الأضحى والدخول المدرسي”، وأضاف “لقد تعودت على ذلك طيلة أيام السنة تقريبا، لكن تتأزم أوضاعي أكثر في مثل هذه المناسبات، أما العطلة الصيفية فلم أفكر بها أبدا”.
.. وأخرى تشتري كبش العيد بالتقسيط
أما الكثير من العائلات، فقد لجأت إلى شراء كبش العيد بالتقسيط، من أجل التخفيف من عبء التكاليف، وأبعدت احتمال التخلي عن هذه المناسبة التي تراها مهمة في ديننا الإسلامي ولإدخال الفرحة على أطفالها، تقول السيدة غنية “لا يمكننا شراء كبش العيد خاصة مع الدخول المدرسي الذي يكلفنا الكثير، لهذا لجأت أنا وزوجي إلى شراء كبش العيد بالتقسيط، حيث سنبقى ندفع أقساطه طيلة 6 أشهر القادمة، فالعيد بالنسبة لنا مناسبة لا يمكن الاستغناء عنها”.
جزائريون يستغنون عن أضحية العيد من أجل الدخول المدرسي
يبدو أن فرحة ملايين الجزائريين بكبش العيد لن تكتمل هذه السنة، وذلك في ظل ارتفاع أسعار المواشي من جهة، وتزامن هذه المناسبة مع الدخول المدرسي من جهة أخرى، مما يجعل الكثير من العائلات مجبرة على التخلي عن تأدية هذه المناسبة الدينية من أجل التكفل بمستلزمات الدخول المدرسي لأبنائهم، يقول سمير “وجدت نفسي مجبرا على الاختيار بين شراء أضحية العيد وتأمين دخول مدرسي لأبنائي الأربعة، وهو الأمر الذي لا يمكنني تأجيله أو الاستغناء عنه، الله غالب كنت أنوي شراء كبش لكن مع ارتفاع الأسعار تبددت كل آمالي”.
