مساع حثيثة لإبطال فتيل الحرب على حدود الجزائر

بوقادوم في مهمة “استعجالية” لإبطال مفعولها

العنف في ليبيا
العنف في ليبيا

أعيان قبائل التوارڤ بليبيا يثمنون موقف الجزائر من الأزمة

 

البلاد - بهاء الدين.م - دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف في ليبيا إلى وقف فوري لإطلاق النار واستئناف الحوار السياسي، في وقت ثمن أعيان قبائل التوراق وممثلو المجتمع المدني بليبيا، أمس، بالمركز الحدودي تين ألكوم بجانت، موقف الجزائر بخصوص الأزمة الليبية. وستكون الأزمة الليبية المشتعلة في صدارة “المهمات الاستعجالية” للوزير الجديد ـ القديم، صبري بوقادوم، حيث يسارع من خلال تفعيل “الآلة الدبلوماسية” إلى إبطال مفعول حرب وشيكة، على حدود الجزائر الشرقية في ظل تنامي احتمالات التدخل العسكري في ليبيا.

 

تحذير أممي

وكرر غوتيريش، في بيان أصدره فرحان حق، المتحدث الرسمي باسمه، التأكيد على أن أي دعم أجنبي للأطراف المتحاربة لن يؤدي إلا إلى تعميق الصراع المستمر وسيزيد من تعقيد الجهود المبذولة للتوصل إلى حل سياسي سلمي وشامل. وأشار حق إلى أن الأمين العام يعيد التأكيد على أن الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة المفروض بموجب قرار مجلس الأمن 1970 (2011) وتعديلها في القرارات اللاحقة تزيد الأمور سوءا. كما شدّد غوتيريش على أن “التقيد الصارم بالحظر ضروري لتهيئة بيئة ملائمة لوقف الأعمال القتالية”، مجددا دعوته إلى “وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا وعودة جميع الأطراف إلى الحوار السياسي”.

ويأتي تحذير غوتيريش غداة موافقة البرلمان التركي على مذكرة قدمها الرئيس رجب طيب أردوغان تجيز إرسال قوات عسكرية لدعم حكومة الوفاق الوطني المعترف بها أمميا -ومقرّها طرابلس- في وجه هجوم يشنّه ضدّها منذ أشهر اللواء المتقاعد.

وتقول السلطات التركية إنّها تتحرك استناداً إلى طلب دعم تلقته من حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، التي تواجه هجوما يقوده حفتر الذي يريد السيطرة على العاصمة طرابلس. من جهته، أعرب يعقوب الحلو، نائب الممثل الخاص للأمين العام والمنسق الأممي المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية أمس السبت، عن إدانته الشديدة للغارات الجوية والقصف المكثف على العاصمة الليبية وما حولها. وقال الحلو في بيان “أشعر بالصدمة من الهجمات المستمرة بشكل عشوائي على المناطق المدنية والبنية التحتية المدنية، الأمر الذي يودي بالمزيد من أرواح الأبرياء. يجب أن تدرك أطراف النزاع أن الهجمات العشوائية ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية والاستهداف المباشر للعاملين الصحيين والمرافق الصحية قد تشكل جريمة حرب”.

 

إشادة بدور الجزائر

من جهة أخرى، ثمن أعيان قبائل التوراق وممثلو المجتمع المدني بليبيا، بالمركز الحدودي تين ألكوم بجانت، موقف الجزائر بخصوص الأزمة الليبية. وعلى هامش وصول قافلة المساعدات الإنسانية التي أرسلتها الجزائر لفائدة الشعب الليبي إلى الحدود الجزائرية الليبية، أعرب رئيس المجلس الاجتماعي لقبائل الطوراق الليبية، حسين الكوني، في تصريح للصحافة، عن شكره لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي “التزم بتفعيل دور الجزائر الدبلوماسي بهدف حل الأزمة الليبية”، مؤكدا في الصدد ذاته، على أن “سكان منطقة غات الحدودية ساهرون على أمن الجزائر”، معتبرا أن” أمن الجزائر من أمن ليبيا”.

وأشاد الكوني بدعم الجزائر المستمر للشعب الليبي من خلال القوافل الإنسانية، مذكرا بعلاقات الأخوة بين الشعبين ومقدما تعازيه للشعب الجزائري إثر وفاة المجاهد الفريق أحمد ڤايد صالح.

من جهته، قال مدير فرع الهلال الأحمر الليبي بمنطقة غات، منصور ولي عبد الوهاب، أنه “ليس غريبا على الجزائر تقديم الدعم للشعب الليبي”، مبرزا أن قافلة المساعدات الإنسانية التي وصلت أمس السبت، هي “السادسة من نوعها”، مشددا على أن “وقوف الجزائر مع الشعب الليبي مستمر منذ سنة 2011”. وأضاف أن “الشعبين الليبي والجزائري يربطها الدم والنسب والأخوة”، معربا عن أمله في “استمرار المساعدات لفائدة سكان هذه المناطق التي تضررت نتيجة الصراعات السياسية في ليبيا”. بدوره، دعا عضو المجلس البلدي بمنطقة غات، جمال أحمد سليم، الجزائر إلى “جمع كافة مكونات الشعب الليبي للحوار”، مؤكدا على ضرورة إيجاد “مبادرات تشجع الحوار “الليبي ـ الليبي” بعيدا عن التدخل الأجنبي، وهو الطرح الذي تدافع عنه الجزائر”.

وكانت قافلة المساعدات المكونة من شاحنات محملة بأزيد من 100 طن من المواد الغذائية والأفرشة والأدوية والمولدات الكهربائية، قد انطلقت من مطار جانت ليتم نقلها أول أمس الجمعة، من خلال جسر جوي بين المطار العسكري ببوفاريك ومطار جانت عبر 3 طائرات عسكرية بالتنسيق مع الهلال الأحمر الجزائري وبمشاركة الجيش الوطني الشعبي.

 

حرب وفوضى

وتشهد ليبيا الغارقة في الفوضى،منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، مواجهات عنيفة منذ الرابع من أفريل عندما شنت قوات حفتر هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق. ومساء الجمعة المنقضي، أعلن اللواء المتقاعد في كلمة متلفزة “النفير والجهاد” لصد أي تدخل عسكري تركي في بلاده.

وقال حفتر في كلمة بثّتها في وقت متأخر ليلة الجمعة قناة “ليبيا الحدث” ومقرّها بنغازي شرق، “نعلن المواجهة وقبول التحدّي ورصّ الصفوف ونبذ خلافاتنا في ما بيننا، ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة، وعلى كلّ ليبي حرّ حمل السلاح، رجالاً ونساء، عسكريين ومدنيين، لندافع عن أرضنا وعرضنا وشرفنا”.

واعتبر أنّ “المعركة اليوم لم تعد من أجل تحرير العاصمة، بل يشتد سعيرها حربا ضروسا في مواجهة مستعمر غاشم يرى في ليبيا إرثا تاريخيا ويحلم باستعادة إمبراطورية بناها أجداده بطوب الفقر والجهل والتخلّف والغطرسة وقهر أمّة العرب ونهب ثرواتها”.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعديــة ورياح قوية بعدة ولايــــات

  2. بريد الجـــزائر يحـذر زبائنه

  3. هذه أبرز الملفات التي درستها الحكومة

  4. دولة عربية تتجه لحجب "تيك توك"

  5. تحسباً لعيد الفطر.. بريد الجزائر يصدر بيـانا هاما

  6. توقعات أكثر الدول عرضة لنقص المياه بحلول 2050.. والجزائر في هذه المرتبة

  7. هذه حالة الطقس لنهار اليوم الخميس

  8. أول مشروع إستثماري ضخم في النعامة لخلق 1500 منصب شغل

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 32552 شهيد

  10. "الفيفا" تثني على تألق بن زية